• كلمة الدكتور

    كلمة الدكتور كمال الأسطل:

    نسعى جاهدين لدعم الطالب الفلسطيني في كافة المجالات ، واستغلال التكنولوجيا المعلوماتية لذلك قمنا بانشاء الموقع الالكتروني , ويحتوي على مميزات عديدة من اجل ...
  • التفاعل والمشاركة

  • CV - السيرة الذاتية

الأربعاء04-10-2023

إدارة الأزمات : دعوة لإنشاء مركز وطني فلسطيني لإدارة الأزمات د.كمال محمد الأسطل

 تاريخ النشر: 14/2/2011   وقت 8:18:59 مساءً   | طباعة |  ارسل لصديق

 

إدارة الأزمات : دعوة لإنشاء مركز وطني فلسطيني لإدارة الأزمات

 

د.كمال محمد الأسطل

 

تعريف الأزمة

كلمة أزمة Crisis كلمة يونانية وقد دخلت معظم لغات العلم. وفي لغة الحديث العربية أيضا حيث نقول "كريزة". ومن الصعب تعريف الأزمة لن الكتاب درجوا على إستخدام هذا المصطلح بلا تمييز. فهناك أزمة قلبية وأزمة عاطفية وأزمة الخليج وأزمة ما يسمى بالشرق الأوسط وأزمة الطاقة وأزمة الديموقراطية والأزمة الحضاريةالخ. فالكلمة تستخدم على جميع المستويات الفردية والمحلية والإقليمية والعالمية على حد سواء. وقد أحصى أحد الكتاب عدد استخدامات كلمة أزمة في وسائل الإعلام فوجدها تربو على 120 استخداما.

وكان الكتاب المتخصصون في إدارة الأزمات يعرفون كلمة "أزمة" بأنها حدث مفاجئ غير متوقع ولا يستمر إلا لفترة قصيرة، ثم تغير التعريف للدلالة على فترة قد تمتد إلى سنين.

ويحدد قاموس Webster معنى الأزمة بأنها عبارة عن "فترة حرجة أو حالة غير مستقرة تنتظر حدوث تغيير حاسم. هجمة مبرحة من الألم. كرب أو خلل وظيفي".

ومما يزيد من صعوبة التعامل مع كلمة أزمة أن الناس يميلون إلى استخدامها على علاتها كأنها كلمة واضحة لا تحتاج إلى تفسير أو تعريف.

 

علم إدارة الأزمات: علم جديد

 ويرى السفير الدكتور أحمد مختار الجمال إن إدارة الأزمات علم جديد، وبالرغم من أن المفهوم نفسه ليس جديدا تماما شأنه شأن الدبلوماسية التي كان يمارسها قدماء المصريين والإغريق والرومان دون أن يطلقوا عليها كلمة دبلوماسية. فإدارة الأزمات كانت ظاهرة مألوفة وتمارس في عصر توازن القوى الأوروبي ولكنها لم تكتسب أهميتها إلا في عصر أسلحة التدمير الشامل النووية والبيولوجية والكيماوية. وقد جعلت أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 من إدارة الأزمات شروعا واعيا، وبشرت بعلم جديد توافر العلماء والباحثون بعد ذلك على دراسته وتقنينه وإيجاد  منهج علمي له، نظرا لأهميته القصوى.

 

المدارس الفكرية لإدارة الأزمات

 يرى الدكتور أحمد مختار الجمال أنه توجد عدة مدارس لفكرية لإدارة الأزمات نذكر منها مدرستان:

المدرسة الأولى: تعادل إدارة الأزمة بالحل السلمي للأزمة. ويتحقق الهدف هنا بالسيطرة على الموقف وتجنب مخاطر جسيمة. فالأزمة وفقا لهذه المدرسة مرض خطير لابد من علاجه والشفاء منه بأسرع ما يمكن حتى لا يتفاقم ويؤدي إلى الوفاة. فإذا كانت الأزمة قد تؤدي إلى احتمالات الحرب فلابد من البحث عن بدائل سلمية لا تكون محفوفة بالمخاطر. وترى هذه المدرسة أن مصير كل دولة يتوقف على سلوكها وسلوك خصمها. ولهذا فإن المصالح المشتركة للطرفين في الأزمة يجب مراعاتها وتأكيدها.

المدرسة الثانية: تفسر إدارة الأزمات على أنها تدريب على شيء واحد هو الفوز.

وهذه المدرسة على العكس من المدرسة الأولى  ترى أن الهدف هنا هو إخضاع الخصم والحصول على امتيازات وعدم إعطاؤه أية تنازلات. وبهذا تتعزز مكانة الدولة وقوتها في الساحة الدولية. فالأزمة هنا ليست عارضا مرضيا ولكنها فرصة لتعظيم المكاسب. ولا يكون التركيز على الأزمة ولكنه على الخصم. والسؤال الذي تطرحه هذه المدرسة هو: هل سيخضع الخصم ويستسلم؟ ونسبة المكاسب إلى الخسائر تمثل المقياس الحاسم في الأداء. وبهذا تنظر هذه المدرسة إلى الأزمة باعتبارها مباراة صفرية Zero-sum-Game حيث المكاسب التي يجنيها طرف ما تعني بشكل تلقائي خسائر تنزل بالطرف الثاني. فإدارة الأزمة في مفهوم هذه المدرسة هي فن التأكد من أن إرادة الدولة ستسود، وأن مصالحها الحيوية سيتم المحافظة عليها بالكامل.

ومن الطبيعي أن تتعارض هاتان المدرستان تماما. إلا أن  النقطة الجوهرية في إدارة الأزمات هي أنها تحتوي على عناصر من الأنشطة التي تنادي بها المدرستان معا.

 

فـن إدارة الأزمات :

إدارة الأزمات هي فن أيضا بمعنى أن ممارستها تعتمد على أشخاص يتحلون بقدرات ومهارات خاصة منها القدرة على الإبداع والتخيل والتقدير السليم، والتمتع بأعصاب ثابتة بحيث لا تهتز أثناء وقوع الأزمات، فضلا عن سمات أخرى تنمو بالتدريب واكتساب المعارف وصقل المهارات.

 

 

المراحل التي تمر بها إدارة الأزمات

كل أزمة تقريبا تحمل في طياتها مقومات نجاحها وكذلك أسباب فشلها. وهنا من يري أن هناك ستة مراحل لإدارة الأزمات:

المرحلة الأولى: تجنب الأزمة. وليس من المستغرب أن يكون منع وقوع الأزمة هو أول مرحلة. إلا أنه من العجيب أن هذه المرحلة هي موضع تام على الرغم من أنها أبسط طريقة  وأقلها تكلفة لمنع وقوع أزمة محتملة. وقد تكون المشكلة أن كثيرا من السياسيين والمديرين يتقبلون الأزمات كأمر لا مفر منه يحدث كل يوم.

المرحلة الثانية: الإعداد لإدارة الأزمة. نظرا لأن السياسيين في العادة ما يكونون مشغولون فإنهم لا يميلون إلى إعطاء المزيد من الاهتمام للتخطيط للأزمات في المستقبل. ولذلك فإن من الضروري الإستعداد لمواجهة الظروف التي لا يفيد فيها منع وقوع الأزمة. أي وضع خطة لمواجهة مختلف النتائج غير المرغوبة إذا ما وقعت أزمة (كارثة). وقد يكون من المفيد ان نتذكر هنا أن نوحا شرع في بناء سفينته قبل أن يبدأ هطول الأمطار.

المرحلة الثالثة: الإعتراف بوجود أزمة.  هذه المرحلة من إدارة الأزمات هي غالبا ما تكون أكثرها مدعاة للتحدي: الإعتراف بوجود أزمة في الواقع. ويجب أن يتنبه السياسيون والمديرون الذين يرفضون مواجهة الواقع إلى ما قاله طالب يدرس الكيمياء وكان ذكيا وإن كانت تنقصه الخبرة:"عندما تشم غازا عديم الرائحة فمن المحتمل أن يكون أول أوكسيد الكربون".

المرحلة الرابعة: احتواء الأزمة. تتطلب هذه المرحلة من إدارة الأزمات تحديد هذه الأولوية: وقف النزيف. وهذه هي المرحلة التي يجب أن تتخذ فيها قرارات صعبة وبسرعة. والمشكلة في هذه المرحلة أنك لا تعرف ما لا تعرف. وقد يكون هناك قدر ضئيل من المعلومات أو قد تكون هناك معلومات أكثر من اللازم دون ان تعرف ما هو المهم منها.

المرحلة الخامسة: تسوية الأزمة. السرعة في غاية الأهمية في هذه المرحلة، فالأزمة بكل بساطة لن تنتظر، وهذا يشبه مصارعة الغوريللا. فأنت لا تستريح إلا عندما تريد الغوريللا أن تستريح.

المرحلة السادسة: الإستفادة من الأزمة. في المرحلة الأخيرة لإدارة الأزمات يجري عمل عصير ليمونادة من حبات الليمون المتوافرة. حيث المرحلة السادسة تهيئ الفرصة لتعويض بعض الخسائر على الأقل والبدء في إصلاح ما اختل من أمور.

 

نماذج ناجحة في إدارة الأزمات

من النماذج الناجحة في إدارة الأزمات: أزمة حصار برلين سنة 1948، وأزمة الصواريخ الكوبية عام 1961، وحرب أكتوبر 1973، حينما أعلنت حالة التأهب القصوى بين قوات الدولتين العظميين في 23 أكتوبر 1973 من نفس العام. وأخيرا حرب الخليج بين العراق وإيران في العامين 1987 و 1988 بعد تدخل القوتين العظميين.

 

نماذج فاشلة لإدارة الأزمات

ومن النماذج الفاشلة في إدارة الأزمات وهي التي أدت إلى نشوب حرب: الأزمة السابقة على حرب القرم عام 1954، وأزمة الصرب التي أشعلت نيران الحرب العالمية الأولى عم 1914، والحرب الإيطالية الأثيوبية عام 1935، وأزمة التدخل الصيني في كوريا عام 1950، وأزمة السويس عام 1956، وأزمة مايو التي قادت إلى حرب عام 1967 بين كل من مصر  وسوريا  والأردن مع إسرائيل.

 

 

 

تدريب السياسيين والمديرين على إدارة الأزمات: برنامج نموذجي للإعداد

تتكون الفرق الناجحة - في ملاعب الرياضة وفي إدارة الأزمات- من أعضاء يعرف كل منهم كيفية الأداء وقدرة الزملاء الآخرين  عليه وما يمكن توقعه منهم. غير أنه لا بد من وجود درجة عالية من المرونة، بحيث يستطيع كل عضو في الفريق ملْ مكان الآخرين وأن يستعد على أساس افتراض أنه حين تصدر الصيحة الحاسمة، سيكون هو أو هي الشخص الوحيد المتاح الذي يجب أن يضطلع بالمهمة كلها وحده.

إن البرنامج النموذجي للإعداد يتضمن ما يلي:

(1)             تدريب نظري: وهو ما يتيح للسياسيين أو المديرين التفكير في الأزمات والعوامل السيكولوجية المؤثرة.

(2)      المناقشة الفكرية المركزة: يستطيع السياسيون والمديرون المطلعون على الأزمة أن يناقشوا معا الأزمات العديدة المختلفة التي قد يتعرضون لها وكيفية الإستجابة لها. ويمكن للفريق أن يخلص إلى خطة منطقية عن طريق التوصل إلى إجابات عن أسئلة مثل : ما أشكال الأزمات التي يمكن أن تنزل بنا؟ ومن سيكون الجمهور(الجهات) الذي نخاطبه؟ وماذا سيكون رد فعله؟ وكيف يمكن أن نتصل به؟ وما هي رسالتنا له؟

(3)              التخطيط: يمكن وضع خطة مكتوبة على شكل كتيب موجز عن لأزمة.

(4)      التدريب الإعلامي:  لابد من حصول المتحدثين في وسائل الإعلام على تدريب خاص على أساليب إجراء المقابلات الخاصة بالأزمة.

    (5)  المحاكاة: إن عمليات محاكاة الأزمة طريقة مفيدة في تقييم نقاط قوة       

         وضعف الفريق  وإبقاء أعضاء الفريق مطلعين على الأزمة.

  (6)  الفحص: ينبغي أن يقوم مدقق الأزمة بزيارات مفاجئة للأفراد الأعضاء في الفريق، وأن يختبر مدى معرفتهم بإجراءات مواجهتها. وينبغي ان يتأكد مدقق الأزمة من جدة المعلومات الواردة بكتيب الأزمة.

 

ضرورة إقامة مراكز فلسطينية لإدارة الأزمات

كلمة أخيرة، وهي أن إقامة مراكز إدارة الأزمات وتدريب الكوادر اللازمة لهذه المراكز سواء في إدارة الأزمات أو التفاوض لا بد وأن يعمم على الوزارات والمحافظات والمؤسسات العامة، وأن يتخذ هذا التعميم شكلا قانونيا ملزما، ولا نترك الاختيار لكل وحدة، لأن المسألة لم تعد ترفا. ولا تحتمل التعلل بأعذار أو بأن هناك بدائل مثل غرف العمليات، لأن غرف العمليات تقوم بعد اندلاع الأزمة للتخفيف من آثارها.

 

ما هو المطلوب في مراكز إدارة الأزمات الفلسطينية في حالة إنشائها :

(1)             تكوين مركز وطني لإدارة الأزمات، كما تتكون مراكز إدارة الأزمات في كل وزارة وكل محافظة وكل مؤسسة.

(2)     مراكز إدارة الأزمات لا يمكن الاستغناء عنها ببدائل موجودة مثل غرف العمليات التي تنشأ لمعالجة أزمة بعد وقوعها من موظفين بحكم مناصبهم ولا يكون لديهم أدنى فمرة عن إدارة الأزمات.

(3)     تتكون مراكز إدارة الأزمات من كوادر مدربة تدريبا عاليا على إدارة الأزمات عن طريق الدراسة المكثفة والدورات التدريبية المستمرة والزيارات الميدانية للمعاهد المشابهة في العالم وتنظيم الندوات المغلقة والعلنية وتشجيع البحوث والدراسات والسوابق لتكوين أدبيات كافية لهذا العلم الجديد علينا، حتى يمكن في النهاية التوصل إلى عدد كاف من الخبراء الدائمين في هذا المجال المسلحين بالعلم النظري والتطبيقي.

(4)      هؤلاء الخبراء يكونون المرشحين للعمل في مراكز إدارة الأزمات ولهم أن يستعينوا فيما بعد بالمتخصصين في كل أزمة من الدبلوماسيين وأساتذة الجامعات والباحثين وقادة الفكر والإقتصاد والإعلام الذين يمكن أن يقدموا خبراتهم في مشكلة أو أزمة معينة دون أن يشاركوا في إدارة الأزمة عند وقوعها حيث أنهم ليسوا مدربين على ذلك. وربما يؤدي تدخلهم غير العلمي إلى تفاقم الأزمة.

 

ثانيا: اختصاصات  ومهام مراكز إدارة الأزمات

1-  الوصول بلا عوائق إلى كافة المعلومات المتصلة بمجال عمل المركز مهما بلغت درجة حساسيتها. وذلك للمساعدة في بلورة سيناريوهات واستكشافات محددة عن التحديات الخارجية ومدى احتمالات تحولها إلى أزمات حقيقية كنوع من الاستعداد لمعالجتها عند وقوع إحداها وإدارتها إذا كانت تتعلق بفلسطين.

2-  وضع تصور لردود الأفعال المثالية في كل حالة وفقا لمتغيرات اللحظة المحدودة بحيث يمكن احتواء الأزمة دون الالتجاء إلى استخدام العنف كلما أمكن.

3-   الدراسة الدقيقة للعوامل الإدراكية والسيكولوجية والعقائدية لدى صانعي القرار في الأطراف الأخرى في المنطقة وخارجها، وتجديد هذه الدراسة بشكل دوري، وذلك للمساعدة في حساب تصرفات هذه الأطراف عند وقوع أزمة سواء أكانوا أطراف أصليين أو فرعيين.

4-  تطوير وإحكام أجهزة وعمليات صنع القرار فيما يتعلق بالمسئوليات والمعلومات والاتصالات، والاستفادة بالدراسات الحديثة في هذا الشأن، وتكوين مكتبة متجددة وترجمة أية مؤلفات أو أبحاث مستجدة باللغات الأجنبية.

5-    الدراسة المستمرة لحالة الرأي العام والأوضاع الداخلية في دول العالم المتوقع حدوث أزمات فيها، وما يطرأ عليها من تغيرات.

6-    التنسيق مع الأجهزة المختصة وإيجاد سبل الاتصال الحديث والسريع.

7-  على المستوى العالمي إعطاء جهد أكبر لدراسة مفاهيم الأزمات وتطويرها وإدارتها وموازين القوى على المستوى النظري، مع إعطاء اهتمام خاص للدراسات التطبيقية والمقارنة بين الأزمات المختلفة.

8-    الإشتراك في الندوات والمؤتمرات والدورات الخاصة بإدارة الأزمات ولإيجاد علاقة عمل مع مراكز الأزمات الأخرى.

9-    التنسيق مع المركز الوطني لإدارة الأزمات المقترح وتبادل المعلومات والتحليلات والدراسات.

10-تنمية المهارات والقدرات لدى العاملين على كافة مستوياتهم وتدريبهم المستمر على الإشتراك في الإعداد لصنع القرارات وتنفيذها، وذلك عن طريق المهارات السياسية والإستراتيجية ومحاكاة المشكلات والأزمات السابقة والقائمة والمتوقعة، والمشاركة بندوات ينظمها مركز إدارة الأزمات المقترح.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الخلاصة

إن إدارة الأزمات موضوع في غاية الأهمية لكل حكومة أو مؤسسة حكومية أو غير حكومية. وهو موضوع من الصعب تدريسه بصورة جلية. فهناك العديد من الملامح غير المحددة.

ربما كانت عبارة أزمة؟ أي أزمة؟ هي من أبرز العبارات التي انبثقت من "شتاء السخط" في بريطانيا العام 1978-1979 التصاقا بالذاكرة. وقد نسبت العبارة إلى رئيس الوزراء جيمس كالاهان، حينما طار عائدا إلى لندن عقب قمة للقوى الأربع عقد في جواديلوب. ويدرك القليل من الناس فقط الآن أن رئيس الوزراء البريطاني لم يتفوه قط بتلك الكلمات التي كانت في الواقع من صنع محرر مساعد في إحدى صحف التابلويد البريطانية. وفيما بعد اشتكى كالاهان قائلا: "إن الأكذوبة يمكن أن تلف نصف العالم قبل أن تطردها الحقيقة شر طردة". لكن الضرر كان قد وقع. واستطاع المحافظون تصوير زعيم حزب العمال وكأنه منقطع الصلة بالأمور. وانتصرت مارجريت تاتشر في أول انتخابات عامة لها بعد ذلك بشهور قلية.

 

مقولات بالنسبة للأزمات

"لا يمكن أن تكون هناك أية أزمة في الأسبوع المقبل، فجدولي ممتلئ مقدما" (هنري كيسنجر)

"إذا استطعت ان تحافظ على هدوئك في الوقت الذي يفقد جميع من هم حولك أعصابهم، فمعنى ذلك أنك لم تدرك حقيقة الموقف" (الكاتب الساخر جين كر) (إشارة إلى ضرورة الإعتراف بوجود أزمة)

"إذا وجدت شوكة في الطريق خذاها" (يوجي بيرا) ( إشارة إلى ضرورة احتواء الأزمة)

"حتى لو كنت على الطريق الصحيح فسوف يدهمك الآخرون إذا جلست دون ان تتحرك" (ويل روجرز) (إشارة إلى تسوية الأزمة)

"الخبرة هي الاسم الذي يطلقه كل إنسان على أخطائه" (أوسكار وايلد) (إشارة إلى الإستفادة من الأزمة).

 

أخيرا يبقى أن نوه إلى أننا استعنا في إعداد هذه الموضوع بعدد من المصادر ومن بينها مقالة للسفير الدكتور أحمد مختار الجمال في مجلة السياسة الدولية، العدد 107، يناير 1992، ص ص 238-241

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إدارة الأزمات : دعوة لإنشاء مركز وطني فلسطيني لإدارة الأزمات

 

د.كمال محمد الأسطل

 

تعريف الأزمة

كلمة أزمة Crisis كلمة يونانية وقد دخلت معظم لغات العلم. وفي لغة الحديث العربية أيضا حيث نقول "كريزة". ومن الصعب تعريف الأزمة لن الكتاب درجوا على إستخدام هذا المصطلح بلا تمييز. فهناك أزمة قلبية وأزمة عاطفية وأزمة الخليج وأزمة ما يسمى بالشرق الأوسط وأزمة الطاقة وأزمة الديموقراطية والأزمة الحضاريةالخ. فالكلمة تستخدم على جميع المستويات الفردية والمحلية والإقليمية والعالمية على حد سواء. وقد أحصى أحد الكتاب عدد استخدامات كلمة أزمة في وسائل الإعلام فوجدها تربو على 120 استخداما.

وكان الكتاب المتخصصون في إدارة الأزمات يعرفون كلمة "أزمة" بأنها حدث مفاجئ غير متوقع ولا يستمر إلا لفترة قصيرة، ثم تغير التعريف للدلالة على فترة قد تمتد إلى سنين.

ويحدد قاموس Webster معنى الأزمة بأنها عبارة عن "فترة حرجة أو حالة غير مستقرة تنتظر حدوث تغيير حاسم. هجمة مبرحة من الألم. كرب أو خلل وظيفي".

ومما يزيد من صعوبة التعامل مع كلمة أزمة أن الناس يميلون إلى استخدامها على علاتها كأنها كلمة واضحة لا تحتاج إلى تفسير أو تعريف.

 

علم إدارة الأزمات: علم جديد

 ويرى السفير الدكتور أحمد مختار الجمال إن إدارة الأزمات علم جديد، وبالرغم من أن المفهوم نفسه ليس جديدا تماما شأنه شأن الدبلوماسية التي كان يمارسها قدماء المصريين والإغريق والرومان دون أن يطلقوا عليها كلمة دبلوماسية. فإدارة الأزمات كانت ظاهرة مألوفة وتمارس في عصر توازن القوى الأوروبي ولكنها لم تكتسب أهميتها إلا في عصر أسلحة التدمير الشامل النووية والبيولوجية والكيماوية. وقد جعلت أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 من إدارة الأزمات شروعا واعيا، وبشرت بعلم جديد توافر العلماء والباحثون بعد ذلك على دراسته وتقنينه وإيجاد  منهج علمي له، نظرا لأهميته القصوى.

 

المدارس الفكرية لإدارة الأزمات

 يرى الدكتور أحمد مختار الجمال أنه توجد عدة مدارس لفكرية لإدارة الأزمات نذكر منها مدرستان:

المدرسة الأولى: تعادل إدارة الأزمة بالحل السلمي للأزمة. ويتحقق الهدف هنا بالسيطرة على الموقف وتجنب مخاطر جسيمة. فالأزمة وفقا لهذه المدرسة مرض خطير لابد من علاجه والشفاء منه بأسرع ما يمكن حتى لا يتفاقم ويؤدي إلى الوفاة. فإذا كانت الأزمة قد تؤدي إلى احتمالات الحرب فلابد من البحث عن بدائل سلمية لا تكون محفوفة بالمخاطر. وترى هذه المدرسة أن مصير كل دولة يتوقف على سلوكها وسلوك خصمها. ولهذا فإن المصالح المشتركة للطرفين في الأزمة يجب مراعاتها وتأكيدها.

المدرسة الثانية: تفسر إدارة الأزمات على أنها تدريب على شيء واحد هو الفوز.

وهذه المدرسة على العكس من المدرسة الأولى  ترى أن الهدف هنا هو إخضاع الخصم والحصول على امتيازات وعدم إعطاؤه أية تنازلات. وبهذا تتعزز مكانة الدولة وقوتها في الساحة الدولية. فالأزمة هنا ليست عارضا مرضيا ولكنها فرصة لتعظيم المكاسب. ولا يكون التركيز على الأزمة ولكنه على الخصم. والسؤال الذي تطرحه هذه المدرسة هو: هل سيخضع الخصم ويستسلم؟ ونسبة المكاسب إلى الخسائر تمثل المقياس الحاسم في الأداء. وبهذا تنظر هذه المدرسة إلى الأزمة باعتبارها مباراة صفرية Zero-sum-Game حيث المكاسب التي يجنيها طرف ما تعني بشكل تلقائي خسائر تنزل بالطرف الثاني. فإدارة الأزمة في مفهوم هذه المدرسة هي فن التأكد من أن إرادة الدولة ستسود، وأن مصالحها الحيوية سيتم المحافظة عليها بالكامل.

ومن الطبيعي أن تتعارض هاتان المدرستان تماما. إلا أن  النقطة الجوهرية في إدارة الأزمات هي أنها تحتوي على عناصر من الأنشطة التي تنادي بها المدرستان معا.

 

فـن إدارة الأزمات :

إدارة الأزمات هي فن أيضا بمعنى أن ممارستها تعتمد على أشخاص يتحلون بقدرات ومهارات خاصة منها القدرة على الإبداع والتخيل والتقدير السليم، والتمتع بأعصاب ثابتة بحيث لا تهتز أثناء وقوع الأزمات، فضلا عن سمات أخرى تنمو بالتدريب واكتساب المعارف وصقل المهارات.

 

 

المراحل التي تمر بها إدارة الأزمات

كل أزمة تقريبا تحمل في طياتها مقومات نجاحها وكذلك أسباب فشلها. وهنا من يري أن هناك ستة مراحل لإدارة الأزمات:

المرحلة الأولى: تجنب الأزمة. وليس من المستغرب أن يكون منع وقوع الأزمة هو أول مرحلة. إلا أنه من العجيب أن هذه المرحلة هي موضع تام على الرغم من أنها أبسط طريقة  وأقلها تكلفة لمنع وقوع أزمة محتملة. وقد تكون المشكلة أن كثيرا من السياسيين والمديرين يتقبلون الأزمات كأمر لا مفر منه يحدث كل يوم.

المرحلة الثانية: الإعداد لإدارة الأزمة. نظرا لأن السياسيين في العادة ما يكونون مشغولون فإنهم لا يميلون إلى إعطاء المزيد من الاهتمام للتخطيط للأزمات في المستقبل. ولذلك فإن من الضروري الإستعداد لمواجهة الظروف التي لا يفيد فيها منع وقوع الأزمة. أي وضع خطة لمواجهة مختلف النتائج غير المرغوبة إذا ما وقعت أزمة (كارثة). وقد يكون من المفيد ان نتذكر هنا أن نوحا شرع في بناء سفينته قبل أن يبدأ هطول الأمطار.

المرحلة الثالثة: الإعتراف بوجود أزمة.  هذه المرحلة من إدارة الأزمات هي غالبا ما تكون أكثرها مدعاة للتحدي: الإعتراف بوجود أزمة في الواقع. ويجب أن يتنبه السياسيون والمديرون الذين يرفضون مواجهة الواقع إلى ما قاله طالب يدرس الكيمياء وكان ذكيا وإن كانت تنقصه الخبرة:"عندما تشم غازا عديم الرائحة فمن المحتمل أن يكون أول أوكسيد الكربون".

المرحلة الرابعة: احتواء الأزمة. تتطلب هذه المرحلة من إدارة الأزمات تحديد هذه الأولوية: وقف النزيف. وهذه هي المرحلة التي يجب أن تتخذ فيها قرارات صعبة وبسرعة. والمشكلة في هذه المرحلة أنك لا تعرف ما لا تعرف. وقد يكون هناك قدر ضئيل من المعلومات أو قد تكون هناك معلومات أكثر من اللازم دون ان تعرف ما هو المهم منها.

المرحلة الخامسة: تسوية الأزمة. السرعة في غاية الأهمية في هذه المرحلة، فالأزمة بكل بساطة لن تنتظر، وهذا يشبه مصارعة الغوريللا. فأنت لا تستريح إلا عندما تريد الغوريللا أن تستريح.

المرحلة السادسة: الإستفادة من الأزمة. في المرحلة الأخيرة لإدارة الأزمات يجري عمل عصير ليمونادة من حبات الليمون المتوافرة. حيث المرحلة السادسة تهيئ الفرصة لتعويض بعض الخسائر على الأقل والبدء في إصلاح ما اختل من أمور.

 

نماذج ناجحة في إدارة الأزمات

من النماذج الناجحة في إدارة الأزمات: أزمة حصار برلين سنة 1948، وأزمة الصواريخ الكوبية عام 1961، وحرب أكتوبر 1973، حينما أعلنت حالة التأهب القصوى بين قوات الدولتين العظميين في 23 أكتوبر 1973 من نفس العام. وأخيرا حرب الخليج بين العراق وإيران في العامين 1987 و 1988 بعد تدخل القوتين العظميين.

 

نماذج فاشلة لإدارة الأزمات

ومن النماذج الفاشلة في إدارة الأزمات وهي التي أدت إلى نشوب حرب: الأزمة السابقة على حرب القرم عام 1954، وأزمة الصرب التي أشعلت نيران الحرب العالمية الأولى عم 1914، والحرب الإيطالية الأثيوبية عام 1935، وأزمة التدخل الصيني في كوريا عام 1950، وأزمة السويس عام 1956، وأزمة مايو التي قادت إلى حرب عام 1967 بين كل من مصر  وسوريا  والأردن مع إسرائيل.

 

 

 

تدريب السياسيين والمديرين على إدارة الأزمات: برنامج نموذجي للإعداد

تتكون الفرق الناجحة - في ملاعب الرياضة وفي إدارة الأزمات- من أعضاء يعرف كل منهم كيفية الأداء وقدرة الزملاء الآخرين  عليه وما يمكن توقعه منهم. غير أنه لا بد من وجود درجة عالية من المرونة، بحيث يستطيع كل عضو في الفريق ملْ مكان الآخرين وأن يستعد على أساس افتراض أنه حين تصدر الصيحة الحاسمة، سيكون هو أو هي الشخص الوحيد المتاح الذي يجب أن يضطلع بالمهمة كلها وحده.

إن البرنامج النموذجي للإعداد يتضمن ما يلي:

(1)             تدريب نظري: وهو ما يتيح للسياسيين أو المديرين التفكير في الأزمات والعوامل السيكولوجية المؤثرة.

(2)      المناقشة الفكرية المركزة: يستطيع السياسيون والمديرون المطلعون على الأزمة أن يناقشوا معا الأزمات العديدة المختلفة التي قد يتعرضون لها وكيفية الإستجابة لها. ويمكن للفريق أن يخلص إلى خطة منطقية عن طريق التوصل إلى إجابات عن أسئلة مثل : ما أشكال الأزمات التي يمكن أن تنزل بنا؟ ومن سيكون الجمهور(الجهات) الذي نخاطبه؟ وماذا سيكون رد فعله؟ وكيف يمكن أن نتصل به؟ وما هي رسالتنا له؟

(3)              التخطيط: يمكن وضع خطة مكتوبة على شكل كتيب موجز عن لأزمة.

(4)      التدريب الإعلامي:  لابد من حصول المتحدثين في وسائل الإعلام على تدريب خاص على أساليب إجراء المقابلات الخاصة بالأزمة.

    (5)  المحاكاة: إن عمليات محاكاة الأزمة طريقة مفيدة في تقييم نقاط قوة       

         وضعف الفريق  وإبقاء أعضاء الفريق مطلعين على الأزمة.

  (6)  الفحص: ينبغي أن يقوم مدقق الأزمة بزيارات مفاجئة للأفراد الأعضاء في الفريق، وأن يختبر مدى معرفتهم بإجراءات مواجهتها. وينبغي ان يتأكد مدقق الأزمة من جدة المعلومات الواردة بكتيب الأزمة.

 

ضرورة إقامة مراكز فلسطينية لإدارة الأزمات

كلمة أخيرة، وهي أن إقامة مراكز إدارة الأزمات وتدريب الكوادر اللازمة لهذه المراكز سواء في إدارة الأزمات أو التفاوض لا بد وأن يعمم على الوزارات والمحافظات والمؤسسات العامة، وأن يتخذ هذا التعميم شكلا قانونيا ملزما، ولا نترك الاختيار لكل وحدة، لأن المسألة لم تعد ترفا. ولا تحتمل التعلل بأعذار أو بأن هناك بدائل مثل غرف العمليات، لأن غرف العمليات تقوم بعد اندلاع الأزمة للتخفيف من آثارها.

 

ما هو المطلوب في مراكز إدارة الأزمات الفلسطينية في حالة إنشائها :

(1)             تكوين مركز وطني لإدارة الأزمات، كما تتكون مراكز إدارة الأزمات في كل وزارة وكل محافظة وكل مؤسسة.

(2)     مراكز إدارة الأزمات لا يمكن الاستغناء عنها ببدائل موجودة مثل غرف العمليات التي تنشأ لمعالجة أزمة بعد وقوعها من موظفين بحكم مناصبهم ولا يكون لديهم أدنى فمرة عن إدارة الأزمات.

(3)     تتكون مراكز إدارة الأزمات من كوادر مدربة تدريبا عاليا على إدارة الأزمات عن طريق الدراسة المكثفة والدورات التدريبية المستمرة والزيارات الميدانية للمعاهد المشابهة في العالم وتنظيم الندوات المغلقة والعلنية وتشجيع البحوث والدراسات والسوابق لتكوين أدبيات كافية لهذا العلم الجديد علينا، حتى يمكن في النهاية التوصل إلى عدد كاف من الخبراء الدائمين في هذا المجال المسلحين بالعلم النظري والتطبيقي.

(4)      هؤلاء الخبراء يكونون المرشحين للعمل في مراكز إدارة الأزمات ولهم أن يستعينوا فيما بعد بالمتخصصين في كل أزمة من الدبلوماسيين وأساتذة الجامعات والباحثين وقادة الفكر والإقتصاد والإعلام الذين يمكن أن يقدموا خبراتهم في مشكلة أو أزمة معينة دون أن يشاركوا في إدارة الأزمة عند وقوعها حيث أنهم ليسوا مدربين على ذلك. وربما يؤدي تدخلهم غير العلمي إلى تفاقم الأزمة.

 

ثانيا: اختصاصات  ومهام مراكز إدارة الأزمات

1-  الوصول بلا عوائق إلى كافة المعلومات المتصلة بمجال عمل المركز مهما بلغت درجة حساسيتها. وذلك للمساعدة في بلورة سيناريوهات واستكشافات محددة عن التحديات الخارجية ومدى احتمالات تحولها إلى أزمات حقيقية كنوع من الاستعداد لمعالجتها عند وقوع إحداها وإدارتها إذا كانت تتعلق بفلسطين.

2-  وضع تصور لردود الأفعال المثالية في كل حالة وفقا لمتغيرات اللحظة المحدودة بحيث يمكن احتواء الأزمة دون الالتجاء إلى استخدام العنف كلما أمكن.

3-   الدراسة الدقيقة للعوامل الإدراكية والسيكولوجية والعقائدية لدى صانعي القرار في الأطراف الأخرى في المنطقة وخارجها، وتجديد هذه الدراسة بشكل دوري، وذلك للمساعدة في حساب تصرفات هذه الأطراف عند وقوع أزمة سواء أكانوا أطراف أصليين أو فرعيين.

4-  تطوير وإحكام أجهزة وعمليات صنع القرار فيما يتعلق بالمسئوليات والمعلومات والاتصالات، والاستفادة بالدراسات الحديثة في هذا الشأن، وتكوين مكتبة متجددة وترجمة أية مؤلفات أو أبحاث مستجدة باللغات الأجنبية.

5-    الدراسة المستمرة لحالة الرأي العام والأوضاع الداخلية في دول العالم المتوقع حدوث أزمات فيها، وما يطرأ عليها من تغيرات.

6-    التنسيق مع الأجهزة المختصة وإيجاد سبل الاتصال الحديث والسريع.

7-  على المستوى العالمي إعطاء جهد أكبر لدراسة مفاهيم الأزمات وتطويرها وإدارتها وموازين القوى على المستوى النظري، مع إعطاء اهتمام خاص للدراسات التطبيقية والمقارنة بين الأزمات المختلفة.

8-    الإشتراك في الندوات والمؤتمرات والدورات الخاصة بإدارة الأزمات ولإيجاد علاقة عمل مع مراكز الأزمات الأخرى.

9-    التنسيق مع المركز الوطني لإدارة الأزمات المقترح وتبادل المعلومات والتحليلات والدراسات.

10-تنمية المهارات والقدرات لدى العاملين على كافة مستوياتهم وتدريبهم المستمر على الإشتراك في الإعداد لصنع القرارات وتنفيذها، وذلك عن طريق المهارات السياسية والإستراتيجية ومحاكاة المشكلات والأزمات السابقة والقائمة والمتوقعة، والمشاركة بندوات ينظمها مركز إدارة الأزمات المقترح.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الخلاصة

إن إدارة الأزمات موضوع في غاية الأهمية لكل حكومة أو مؤسسة حكومية أو غير حكومية. وهو موضوع من الصعب تدريسه بصورة جلية. فهناك العديد من الملامح غير المحددة.

ربما كانت عبارة أزمة؟ أي أزمة؟ هي من أبرز العبارات التي انبثقت من "شتاء السخط" في بريطانيا العام 1978-1979 التصاقا بالذاكرة. وقد نسبت العبارة إلى رئيس الوزراء جيمس كالاهان، حينما طار عائدا إلى لندن عقب قمة للقوى الأربع عقد في جواديلوب. ويدرك القليل من الناس فقط الآن أن رئيس الوزراء البريطاني لم يتفوه قط بتلك الكلمات التي كانت في الواقع من صنع محرر مساعد في إحدى صحف التابلويد البريطانية. وفيما بعد اشتكى كالاهان قائلا: "إن الأكذوبة يمكن أن تلف نصف العالم قبل أن تطردها الحقيقة شر طردة". لكن الضرر كان قد وقع. واستطاع المحافظون تصوير زعيم حزب العمال وكأنه منقطع الصلة بالأمور. وانتصرت مارجريت تاتشر في أول انتخابات عامة لها بعد ذلك بشهور قلية.

 

مقولات بالنسبة للأزمات

"لا يمكن أن تكون هناك أية أزمة في الأسبوع المقبل، فجدولي ممتلئ مقدما" (هنري كيسنجر)

"إذا استطعت ان تحافظ على هدوئك في الوقت الذي يفقد جميع من هم حولك أعصابهم، فمعنى ذلك أنك لم تدرك حقيقة الموقف" (الكاتب الساخر جين كر) (إشارة إلى ضرورة الإعتراف بوجود أزمة)

"إذا وجدت شوكة في الطريق خذاها" (يوجي بيرا) ( إشارة إلى ضرورة احتواء الأزمة)

"حتى لو كنت على الطريق الصحيح فسوف يدهمك الآخرون إذا جلست دون ان تتحرك" (ويل روجرز) (إشارة إلى تسوية الأزمة)

"الخبرة هي الاسم الذي يطلقه كل إنسان على أخطائه" (أوسكار وايلد) (إشارة إلى الإستفادة من الأزمة).

 

أخيرا يبقى أن نوه إلى أننا استعنا في إعداد هذه الموضوع بعدد من المصادر ومن بينها مقالة للسفير الدكتور أحمد مختار الجمال في مجلة السياسة الدولية، العدد 107، يناير 1992، ص ص 238-241

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إدارة الأزمات : دعوة لإنشاء مركز وطني فلسطيني لإدارة الأزمات

 

د.كمال محمد الأسطل

 

تعريف الأزمة

كلمة أزمة Crisis كلمة يونانية وقد دخلت معظم لغات العلم. وفي لغة الحديث العربية أيضا حيث نقول "كريزة". ومن الصعب تعريف الأزمة لن الكتاب درجوا على إستخدام هذا المصطلح بلا تمييز. فهناك أزمة قلبية وأزمة عاطفية وأزمة الخليج وأزمة ما يسمى بالشرق الأوسط وأزمة الطاقة وأزمة الديموقراطية والأزمة الحضاريةالخ. فالكلمة تستخدم على جميع المستويات الفردية والمحلية والإقليمية والعالمية على حد سواء. وقد أحصى أحد الكتاب عدد استخدامات كلمة أزمة في وسائل الإعلام فوجدها تربو على 120 استخداما.

وكان الكتاب المتخصصون في إدارة الأزمات يعرفون كلمة "أزمة" بأنها حدث مفاجئ غير متوقع ولا يستمر إلا لفترة قصيرة، ثم تغير التعريف للدلالة على فترة قد تمتد إلى سنين.

ويحدد قاموس Webster معنى الأزمة بأنها عبارة عن "فترة حرجة أو حالة غير مستقرة تنتظر حدوث تغيير حاسم. هجمة مبرحة من الألم. كرب أو خلل وظيفي".

ومما يزيد من صعوبة التعامل مع كلمة أزمة أن الناس يميلون إلى استخدامها على علاتها كأنها كلمة واضحة لا تحتاج إلى تفسير أو تعريف.

 

علم إدارة الأزمات: علم جديد

 ويرى السفير الدكتور أحمد مختار الجمال إن إدارة الأزمات علم جديد، وبالرغم من أن المفهوم نفسه ليس جديدا تماما شأنه شأن الدبلوماسية التي كان يمارسها قدماء المصريين والإغريق والرومان دون أن يطلقوا عليها كلمة دبلوماسية. فإدارة الأزمات كانت ظاهرة مألوفة وتمارس في عصر توازن القوى الأوروبي ولكنها لم تكتسب أهميتها إلا في عصر أسلحة التدمير الشامل النووية والبيولوجية والكيماوية. وقد جعلت أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 من إدارة الأزمات شروعا واعيا، وبشرت بعلم جديد توافر العلماء والباحثون بعد ذلك على دراسته وتقنينه وإيجاد  منهج علمي له، نظرا لأهميته القصوى.

 

المدارس الفكرية لإدارة الأزمات

 يرى الدكتور أحمد مختار الجمال أنه توجد عدة مدارس لفكرية لإدارة الأزمات نذكر منها مدرستان:

المدرسة الأولى: تعادل إدارة الأزمة بالحل السلمي للأزمة. ويتحقق الهدف هنا بالسيطرة على الموقف وتجنب مخاطر جسيمة. فالأزمة وفقا لهذه المدرسة مرض خطير لابد من علاجه والشفاء منه بأسرع ما يمكن حتى لا يتفاقم ويؤدي إلى الوفاة. فإذا كانت الأزمة قد تؤدي إلى احتمالات الحرب فلابد من البحث عن بدائل سلمية لا تكون محفوفة بالمخاطر. وترى هذه المدرسة أن مصير كل دولة يتوقف على سلوكها وسلوك خصمها. ولهذا فإن المصالح المشتركة للطرفين في الأزمة يجب مراعاتها وتأكيدها.

المدرسة الثانية: تفسر إدارة الأزمات على أنها تدريب على شيء واحد هو الفوز.

وهذه المدرسة على العكس من المدرسة الأولى  ترى أن الهدف هنا هو إخضاع الخصم والحصول على امتيازات وعدم إعطاؤه أية تنازلات. وبهذا تتعزز مكانة الدولة وقوتها في الساحة الدولية. فالأزمة هنا ليست عارضا مرضيا ولكنها فرصة لتعظيم المكاسب. ولا يكون التركيز على الأزمة ولكنه على الخصم. والسؤال الذي تطرحه هذه المدرسة هو: هل سيخضع الخصم ويستسلم؟ ونسبة المكاسب إلى الخسائر تمثل المقياس الحاسم في الأداء. وبهذا تنظر هذه المدرسة إلى الأزمة باعتبارها مباراة صفرية Zero-sum-Game حيث المكاسب التي يجنيها طرف ما تعني بشكل تلقائي خسائر تنزل بالطرف الثاني. فإدارة الأزمة في مفهوم هذه المدرسة هي فن التأكد من أن إرادة الدولة ستسود، وأن مصالحها الحيوية سيتم المحافظة عليها بالكامل.

ومن الطبيعي أن تتعارض هاتان المدرستان تماما. إلا أن  النقطة الجوهرية في إدارة الأزمات هي أنها تحتوي على عناصر من الأنشطة التي تنادي بها المدرستان معا.

 

فـن إدارة الأزمات :

إدارة الأزمات هي فن أيضا بمعنى أن ممارستها تعتمد على أشخاص يتحلون بقدرات ومهارات خاصة منها القدرة على الإبداع والتخيل والتقدير السليم، والتمتع بأعصاب ثابتة بحيث لا تهتز أثناء وقوع الأزمات، فضلا عن سمات أخرى تنمو بالتدريب واكتساب المعارف وصقل المهارات.

 

 

المراحل التي تمر بها إدارة الأزمات

كل أزمة تقريبا تحمل في طياتها مقومات نجاحها وكذلك أسباب فشلها. وهنا من يري أن هناك ستة مراحل لإدارة الأزمات:

المرحلة الأولى: تجنب الأزمة. وليس من المستغرب أن يكون منع وقوع الأزمة هو أول مرحلة. إلا أنه من العجيب أن هذه المرحلة هي موضع تام على الرغم من أنها أبسط طريقة  وأقلها تكلفة لمنع وقوع أزمة محتملة. وقد تكون المشكلة أن كثيرا من السياسيين والمديرين يتقبلون الأزمات كأمر لا مفر منه يحدث كل يوم.

المرحلة الثانية: الإعداد لإدارة الأزمة. نظرا لأن السياسيين في العادة ما يكونون مشغولون فإنهم لا يميلون إلى إعطاء المزيد من الاهتمام للتخطيط للأزمات في المستقبل. ولذلك فإن من الضروري الإستعداد لمواجهة الظروف التي لا يفيد فيها منع وقوع الأزمة. أي وضع خطة لمواجهة مختلف النتائج غير المرغوبة إذا ما وقعت أزمة (كارثة). وقد يكون من المفيد ان نتذكر هنا أن نوحا شرع في بناء سفينته قبل أن يبدأ هطول الأمطار.

المرحلة الثالثة: الإعتراف بوجود أزمة.  هذه المرحلة من إدارة الأزمات هي غالبا ما تكون أكثرها مدعاة للتحدي: الإعتراف بوجود أزمة في الواقع. ويجب أن يتنبه السياسيون والمديرون الذين يرفضون مواجهة الواقع إلى ما قاله طالب يدرس الكيمياء وكان ذكيا وإن كانت تنقصه الخبرة:"عندما تشم غازا عديم الرائحة فمن المحتمل أن يكون أول أوكسيد الكربون".

المرحلة الرابعة: احتواء الأزمة. تتطلب هذه المرحلة من إدارة الأزمات تحديد هذه الأولوية: وقف النزيف. وهذه هي المرحلة التي يجب أن تتخذ فيها قرارات صعبة وبسرعة. والمشكلة في هذه المرحلة أنك لا تعرف ما لا تعرف. وقد يكون هناك قدر ضئيل من المعلومات أو قد تكون هناك معلومات أكثر من اللازم دون ان تعرف ما هو المهم منها.

المرحلة الخامسة: تسوية الأزمة. السرعة في غاية الأهمية في هذه المرحلة، فالأزمة بكل بساطة لن تنتظر، وهذا يشبه مصارعة الغوريللا. فأنت لا تستريح إلا عندما تريد الغوريللا أن تستريح.

المرحلة السادسة: الإستفادة من الأزمة. في المرحلة الأخيرة لإدارة الأزمات يجري عمل عصير ليمونادة من حبات الليمون المتوافرة. حيث المرحلة السادسة تهيئ الفرصة لتعويض بعض الخسائر على الأقل والبدء في إصلاح ما اختل من أمور.

 

نماذج ناجحة في إدارة الأزمات

من النماذج الناجحة في إدارة الأزمات: أزمة حصار برلين سنة 1948، وأزمة الصواريخ الكوبية عام 1961، وحرب أكتوبر 1973، حينما أعلنت حالة التأهب القصوى بين قوات الدولتين العظميين في 23 أكتوبر 1973 من نفس العام. وأخيرا حرب الخليج بين العراق وإيران في العامين 1987 و 1988 بعد تدخل القوتين العظميين.

 

نماذج فاشلة لإدارة الأزمات

ومن النماذج الفاشلة في إدارة الأزمات وهي التي أدت إلى نشوب حرب: الأزمة السابقة على حرب القرم عام 1954، وأزمة الصرب التي أشعلت نيران الحرب العالمية الأولى عم 1914، والحرب الإيطالية الأثيوبية عام 1935، وأزمة التدخل الصيني في كوريا عام 1950، وأزمة السويس عام 1956، وأزمة مايو التي قادت إلى حرب عام 1967 بين كل من مصر  وسوريا  والأردن مع إسرائيل.

 

 

 

تدريب السياسيين والمديرين على إدارة الأزمات: برنامج نموذجي للإعداد

تتكون الفرق الناجحة - في ملاعب الرياضة وفي إدارة الأزمات- من أعضاء يعرف كل منهم كيفية الأداء وقدرة الزملاء الآخرين  عليه وما يمكن توقعه منهم. غير أنه لا بد من وجود درجة عالية من المرونة، بحيث يستطيع كل عضو في الفريق ملْ مكان الآخرين وأن يستعد على أساس افتراض أنه حين تصدر الصيحة الحاسمة، سيكون هو أو هي الشخص الوحيد المتاح الذي يجب أن يضطلع بالمهمة كلها وحده.

إن البرنامج النموذجي للإعداد يتضمن ما يلي:

(1)             تدريب نظري: وهو ما يتيح للسياسيين أو المديرين التفكير في الأزمات والعوامل السيكولوجية المؤثرة.

(2)      المناقشة الفكرية المركزة: يستطيع السياسيون والمديرون المطلعون على الأزمة أن يناقشوا معا الأزمات العديدة المختلفة التي قد يتعرضون لها وكيفية الإستجابة لها. ويمكن للفريق أن يخلص إلى خطة منطقية عن طريق التوصل إلى إجابات عن أسئلة مثل : ما أشكال الأزمات التي يمكن أن تنزل بنا؟ ومن سيكون الجمهور(الجهات) الذي نخاطبه؟ وماذا سيكون رد فعله؟ وكيف يمكن أن نتصل به؟ وما هي رسالتنا له؟

(3)              التخطيط: يمكن وضع خطة مكتوبة على شكل كتيب موجز عن لأزمة.

(4)      التدريب الإعلامي:  لابد من حصول المتحدثين في وسائل الإعلام على تدريب خاص على أساليب إجراء المقابلات الخاصة بالأزمة.

    (5)  المحاكاة: إن عمليات محاكاة الأزمة طريقة مفيدة في تقييم نقاط قوة       

         وضعف الفريق  وإبقاء أعضاء الفريق مطلعين على الأزمة.

  (6)  الفحص: ينبغي أن يقوم مدقق الأزمة بزيارات مفاجئة للأفراد الأعضاء في الفريق، وأن يختبر مدى معرفتهم بإجراءات مواجهتها. وينبغي ان يتأكد مدقق الأزمة من جدة المعلومات الواردة بكتيب الأزمة.

 

ضرورة إقامة مراكز فلسطينية لإدارة الأزمات

كلمة أخيرة، وهي أن إقامة مراكز إدارة الأزمات وتدريب الكوادر اللازمة لهذه المراكز سواء في إدارة الأزمات أو التفاوض لا بد وأن يعمم على الوزارات والمحافظات والمؤسسات العامة، وأن يتخذ هذا التعميم شكلا قانونيا ملزما، ولا نترك الاختيار لكل وحدة، لأن المسألة لم تعد ترفا. ولا تحتمل التعلل بأعذار أو بأن هناك بدائل مثل غرف العمليات، لأن غرف العمليات تقوم بعد اندلاع الأزمة للتخفيف من آثارها.

 

ما هو المطلوب في مراكز إدارة الأزمات الفلسطينية في حالة إنشائها :

(1)             تكوين مركز وطني لإدارة الأزمات، كما تتكون مراكز إدارة الأزمات في كل وزارة وكل محافظة وكل مؤسسة.

(2)     مراكز إدارة الأزمات لا يمكن الاستغناء عنها ببدائل موجودة مثل غرف العمليات التي تنشأ لمعالجة أزمة بعد وقوعها من موظفين بحكم مناصبهم ولا يكون لديهم أدنى فمرة عن إدارة الأزمات.

(3)     تتكون مراكز إدارة الأزمات من كوادر مدربة تدريبا عاليا على إدارة الأزمات عن طريق الدراسة المكثفة والدورات التدريبية المستمرة والزيارات الميدانية للمعاهد المشابهة في العالم وتنظيم الندوات المغلقة والعلنية وتشجيع البحوث والدراسات والسوابق لتكوين أدبيات كافية لهذا العلم الجديد علينا، حتى يمكن في النهاية التوصل إلى عدد كاف من الخبراء الدائمين في هذا المجال المسلحين بالعلم النظري والتطبيقي.

(4)      هؤلاء الخبراء يكونون المرشحين للعمل في مراكز إدارة الأزمات ولهم أن يستعينوا فيما بعد بالمتخصصين في كل أزمة من الدبلوماسيين وأساتذة الجامعات والباحثين وقادة الفكر والإقتصاد والإعلام الذين يمكن أن يقدموا خبراتهم في مشكلة أو أزمة معينة دون أن يشاركوا في إدارة الأزمة عند وقوعها حيث أنهم ليسوا مدربين على ذلك. وربما يؤدي تدخلهم غير العلمي إلى تفاقم الأزمة.

 

ثانيا: اختصاصات  ومهام مراكز إدارة الأزمات

1-  الوصول بلا عوائق إلى كافة المعلومات المتصلة بمجال عمل المركز مهما بلغت درجة حساسيتها. وذلك للمساعدة في بلورة سيناريوهات واستكشافات محددة عن التحديات الخارجية ومدى احتمالات تحولها إلى أزمات حقيقية كنوع من الاستعداد لمعالجتها عند وقوع إحداها وإدارتها إذا كانت تتعلق بفلسطين.

2-  وضع تصور لردود الأفعال المثالية في كل حالة وفقا لمتغيرات اللحظة المحدودة بحيث يمكن احتواء الأزمة دون الالتجاء إلى استخدام العنف كلما أمكن.

3-   الدراسة الدقيقة للعوامل الإدراكية والسيكولوجية والعقائدية لدى صانعي القرار في الأطراف الأخرى في المنطقة وخارجها، وتجديد هذه الدراسة بشكل دوري، وذلك للمساعدة في حساب تصرفات هذه الأطراف عند وقوع أزمة سواء أكانوا أطراف أصليين أو فرعيين.

4-  تطوير وإحكام أجهزة وعمليات صنع القرار فيما يتعلق بالمسئوليات والمعلومات والاتصالات، والاستفادة بالدراسات الحديثة في هذا الشأن، وتكوين مكتبة متجددة وترجمة أية مؤلفات أو أبحاث مستجدة باللغات الأجنبية.

5-    الدراسة المستمرة لحالة الرأي العام والأوضاع الداخلية في دول العالم المتوقع حدوث أزمات فيها، وما يطرأ عليها من تغيرات.

6-    التنسيق مع الأجهزة المختصة وإيجاد سبل الاتصال الحديث والسريع.

7-  على المستوى العالمي إعطاء جهد أكبر لدراسة مفاهيم الأزمات وتطويرها وإدارتها وموازين القوى على المستوى النظري، مع إعطاء اهتمام خاص للدراسات التطبيقية والمقارنة بين الأزمات المختلفة.

8-    الإشتراك في الندوات والمؤتمرات والدورات الخاصة بإدارة الأزمات ولإيجاد علاقة عمل مع مراكز الأزمات الأخرى.

9-    التنسيق مع المركز الوطني لإدارة الأزمات المقترح وتبادل المعلومات والتحليلات والدراسات.

10-تنمية المهارات والقدرات لدى العاملين على كافة مستوياتهم وتدريبهم المستمر على الإشتراك في الإعداد لصنع القرارات وتنفيذها، وذلك عن طريق المهارات السياسية والإستراتيجية ومحاكاة المشكلات والأزمات السابقة والقائمة والمتوقعة، والمشاركة بندوات ينظمها مركز إدارة الأزمات المقترح.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الخلاصة

إن إدارة الأزمات موضوع في غاية الأهمية لكل حكومة أو مؤسسة حكومية أو غير حكومية. وهو موضوع من الصعب تدريسه بصورة جلية. فهناك العديد من الملامح غير المحددة.

ربما كانت عبارة أزمة؟ أي أزمة؟ هي من أبرز العبارات التي انبثقت من "شتاء السخط" في بريطانيا العام 1978-1979 التصاقا بالذاكرة. وقد نسبت العبارة إلى رئيس الوزراء جيمس كالاهان، حينما طار عائدا إلى لندن عقب قمة للقوى الأربع عقد في جواديلوب. ويدرك القليل من الناس فقط الآن أن رئيس الوزراء البريطاني لم يتفوه قط بتلك الكلمات التي كانت في الواقع من صنع محرر مساعد في إحدى صحف التابلويد البريطانية. وفيما بعد اشتكى كالاهان قائلا: "إن الأكذوبة يمكن أن تلف نصف العالم قبل أن تطردها الحقيقة شر طردة". لكن الضرر كان قد وقع. واستطاع المحافظون تصوير زعيم حزب العمال وكأنه منقطع الصلة بالأمور. وانتصرت مارجريت تاتشر في أول انتخابات عامة لها بعد ذلك بشهور قلية.

 

مقولات بالنسبة للأزمات

"لا يمكن أن تكون هناك أية أزمة في الأسبوع المقبل، فجدولي ممتلئ مقدما" (هنري كيسنجر)

"إذا استطعت ان تحافظ على هدوئك في الوقت الذي يفقد جميع من هم حولك أعصابهم، فمعنى ذلك أنك لم تدرك حقيقة الموقف" (الكاتب الساخر جين كر) (إشارة إلى ضرورة الإعتراف بوجود أزمة)

"إذا وجدت شوكة في الطريق خذاها" (يوجي بيرا) ( إشارة إلى ضرورة احتواء الأزمة)

"حتى لو كنت على الطريق الصحيح فسوف يدهمك الآخرون إذا جلست دون ان تتحرك" (ويل روجرز) (إشارة إلى تسوية الأزمة)

"الخبرة هي الاسم الذي يطلقه كل إنسان على أخطائه" (أوسكار وايلد) (إشارة إلى الإستفادة من الأزمة).

 

أخيرا يبقى أن نوه إلى أننا استعنا في إعداد هذه الموضوع بعدد من المصادر ومن بينها مقالة للسفير الدكتور أحمد مختار الجمال في مجلة السياسة الدولية، العدد 107، يناير 1992، ص ص 238-241

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 





تعليق طباعة عودة للخلف

عدد القراء: 3436

عدد التعليقات: 0
مواضيع ذات صلة

 

        تعليقات الزوار

Contact Us

feel free to contact us at our Email : kamaltopic@gmail.com

Dr. Kamal Mobile is :+970599843850

رؤية وأهداف

نهدف من خلال موقعنا إلى تزويد الطلاب والباحثين والمهتمين بخدمات علمية مجانية عالية المستوى ونشر أبحاث ودراسات اكاديمية

الدكتور كمال الأسطل,

Missiion Statement

Our goal is to provide students, researchers and interested people with high standard, free of charge scientific services and to publish academic researches.

Kamal Astal,