الإيديولوجية الاشتراكية Socialism Ideology الأستاذ الدكتور كمال محمد محمد الأسطل By Professor Doctor KAMAL MM ALASTTAL
الإيديولوجية الاشتراكية Socialism Ideology
الأستاذ الدكتور كمال محمد محمد الأسطل By Professor Doctor KAMAL MM ALASTTAL
استخدم مصطلح "الاشتراكية" لأول مرة ليعبر عن الصورة التي ينبغي أن يكون عليها المجتمع الإنساني، كان ذلك في عام 1827 في مجلة "التعاون الإنجليزية"، وهي مجلة دورية "Robert Owen" وكانت تهدف إلى نشر آراء روبرت أوين والحركة التعاونية.
أولاً: تعريف الاشتراكية
يفترض تعريف لفظة «الاشتراكية/ Socialism» من الناحية اللغوية. إن كلمة «Socialism» مشتقة من كلمة «Socilare» بمعنى الاتحاد والائتلاف والمشاركة. وكلمة «Socil» التي تعني التعاقد القانوني والرسمي بين المواطنين، وتتضمن في الوقت نفسه معنى العلاقة العاطفية والصداقة والتعاون بين الأفراد.
الاشتراكية من الناحية العلمية تعني النظام الذي تؤول فيه ملكية سواء الإنتاج والأراضي والآلات والمصانع للدولة أي ان الأفراد لا يملكون شيئًا من عناصر الإنتاج، لا يملك أرضًا ولا مصنعًا ولا آلات، وإنما كل ذلك ملك للدولة وجميع الأفراد يعملون لدى الدولة في القطاع العام، ونظير ذلك تقوم الدولة بسد حاجتهم من الطعام والشراب، وتوفير الخدمات المختلفة لهم من الصحة والتعليم وغير ذلك، "من لا يعمل لا يأكل".
بمعنى آخر: فإن الاشتراكية على خلاف ما تعمل به الرأسمالية لأن القضاء على الملكية الخاصة لوسائل الانتاج واستبدالها للملكية الجماعية بها يؤدي إلى تغيير البنية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للمجتمع.
◄ ومن ثم؛ فإن الاشتراكية تعني ببساطة "اشتراك الجميع في ملكية أدوات الإنتاج و الحد من ملكية الأفراد الخاصة لها. فالاشتراكية نظام اقتصادي ذو فلسفة اجتماعية و سياسية تقوم على التوسع في ملكية الدولة العامة وإضعاف الملكية الخاصة، والغرض من ذلك تجنب مساوي النظام الرأسمالي و طغيان أصحاب رؤوس الأموال، وإزالة الفوارق بين طبقات المجتمع وضمان العدالة في توزيع الثروات".
ثانيًا: مؤسسي الفكر الاشتراكي
تبلورت الاشتراكية بصفتها ايديولوجية في العالم الحديث إبان العقدَين الثاني والثالث في القرن التاسع عشر، وفي آراء «سان سايمون» (1825م) و«شارل فورييه» (1837م) و«روبرت أو ين» (1858م) واشتهرت في صور مختلفة كـ«الاشتراكية المسيحية» و«الاشتراكية الصنفية» و«الاشتراكية الأخلاقية» و«الاشتراكية الماركسيّة».
وعلى الصعيد التنظير يمكن لمس ملامح الاشتراكية في الثورة البريطانية في القرن السابع عشر وثورة الفلاحين المعروفة بحركة اللولريين، ولكنها اشتهرت في أدبيات الفكر السياسي الأوروبي في عام (1832).
إن الاشتراكية هي ايديولوجية حديثة
وصورة من صور الديمقراطية، تؤمن الاشتراكية بأصالة «الشعب/الدموس» وبسلطة النفس
الأمّارة، إلّا أن الإيديولوجيا الاشتراكية على خلاف غيرها تؤمن بأصالة «النفس
الأمّارة الجمعية» وتعدّها مصداقاً لـ«دموس».
ثالثًا: نشأة وتطور الاشتراكية
لقد برزت الاشتراكية كضرورة عملية وعقيدة اجتماعية، قبل أن تكون نظرية سياسية أو اقتصادية، داعية إلى نمط من التنظيم الاجتماعي، بدون حواجز تعوق تطور العلاقات، وتذوب فيها الفوارق بين المستويات الاجتماعية والاقتصادية، متخذة في البداية صبغة طوباوية سرعان ما تجاوزتها إلى الصبغة العلمية على يد "كارل ماركس" و "فردريك أنجلز". ولهذا مرت الاشتراكية مرَّت بمرحلتين أساسيتين في نشأتها:
المرحلة الأولى الاشتراكية الطوباوية: تطبعت الاشتراكية ببدايتها بالطابع الخيالي، ولذلك أطلق على أنصارها اسم أصحاب النظريات الاشتراكية الخيالية، وتنبع أهمية أفكارهم أنها تضمنت في نطاقها أفكار بعض الثوريين التي أثرت على النظريات الاشتراكية المعاصرة، وحددوا مساوئ الرأسمالية ونددوا بها، وكانوا يسعون إلى الغاء استغلال الانسان للإنسان، وفي مقدمة هؤلاء "شارل فوريه " "سان سيمون" و "إتيان كابيه" وهذه الطائفة في مجموعه قد خلطت بين السياسة و الدين و الاقتصاد، غارقة في تصوراتها الخيالية، "و قدم رواد هذا الاتجاه الاشتراكي الطوبائي مشروعات اشتراكية وتعاونية لا سبيل إلى تحقيقها في واقع الأمر، مثل محاولة إصلاح الطبيعة البشرية، وإلغاء الإرث، وإقامة مستعمرات مشتركة من العائلات وإلغاء الأديان القائمة وإقامة ديانة جديدة.
,ولهذا جاء ظهور الاشتراكية العلمية كنتيجة مباشرة لفشل هذه الآراء الطوبائية في مواجهة التطور والتغير الاجتماعي والنظام الرأسمالي.
المرحلة الثانية الاشتراكية العلمية "الشيوعية" : احدى ايديولوجيات القرن التاسع عشر لتدخل الاشتراكية مرحلة جديدة، وذلك من خلال "كارل ماركس" و "فرد ريك انجلز" وركزا على وجوب قيام الحزب السياسي الموحد للطبقة العاملة في صراعها ضد أعدائها وهو الحزب الذي يرعى مصالحه في تحسين أوضاع الطبقة العاملة وبذلك فتحت الماركسية طريق العمل السياسي داخل الدولة البرجوازية، كما أنهما قدما لنا فلسفة كاملة للحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، يمكن تلخيصها في قولهما الشهير: "لم يكن تاريخ كل مجتمع إلى يومنا هذا سوى تاريخ نضال بين الطبقات"، اي المضطهدون والمضطهدين كانوا في صراع ينتهي في كل مرة إما بانقلاب ثوري يشمل المجتمع بأسره، وإما بدمار الطبقتين المتصارعتين معا، كما كتب لينين لا يمكن أن تطرح المسألة إلا بهذا الشك: إما إيديولوجيا برجوازية وإما إيديولوجيا اٍشتراكية، ولا وسط بينهما، ولذلك فان كل اٍنتقاص من الإيديولوجيا الٍاشتراكية، وكل اٍبتعاد عنها هو في حد ذاته تمكين للإيديولوجيا البرجوازية وتوطيد لها".
وقد تمثل الإسهام العلمي "لماركس" و "إنجلز" شكلاً إيديولوجيا راديكاليا، لأنه لم يقف عند حدود الكشف عن الطابع الاستغلالي للنظام الرأسمالي من خلال التفسير العلمي الموضوعي، ولكنه تجاوزه إلى الدعوة إلى إقامة مجتمع بديل يقوم على رؤية إيديولوجية اشتراكية، ومن هنا صنفت أعمال ماركس وانجلز ومن نحا نحوهما ضمن ما يسمى بعلم الاجتماع الراديكالي، وكان من الطبيعي أن يدخل هذا الأخير في صراع إيديولوجي مع علم الاجتماع الليبرالي، على غرار الصراع الإيديولوجي القائم بين الليبرالية والاشتراكية.
وقد ذهب ماركس إلى أن الٍانتقال من الرأسمالية إلى الٍاشتراكية فالشيوعية انما يتم بالتدريج، وفي مرحلة الٍاشتراكية تميزت بشعار " كل حسب طاقته، وكل حسب حاجته"، أي أنه بعد تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص بعدالة بين الجميع في المزايا المادية والمعنوية التي تكفلها الدولة، فان كل فرد يحصل على أجر يعادل ما يبذله من جهد، وبذلك يشغل المكان الذي تؤهله له قدراته فتنصب الجهود في هذه المرحلة على تحقيق هدفين:
1. زيادة إنتاج السلع والخدمات زيادة
عدد القراء:
2144
عدد التعليقات:
0
مواضيع ذات صلة
