شهداء الأسطل في الكتيبة

بسم الله الرحمن الرحيم
شهداء الأسطل في الكتيبة
كلمة الدكتور/ كمال الأسطل
"إذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير" صدق الله العظيم
"إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين أمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لايحب الظالمين"
الأخوة والأخوات الأعزاء الحضور الكرام كل باسمة وكنيته ومكانته… يا رفاق الدرب والمسيرة المعمدة بالدم والنار..يا من وقفتم شامخين، جباهكم مرفوعة رغم عمق الجراح.. فكان الجرح وساما وكان الاعتقال شرفا وكانت الشهادة مكرمة إلهية للشهيد وأسرته وأقاربه وأبناء شعبه..طوبى للشهداء وهم يروون شجرة الاستقلال الفلسطيني بدمائهم الذكية..طوبى لذوي الشهداء وهم يقفون بكل فخر واعتزاز يحمدون الله على أن أكرمهم بشهادة أبن أو أخ أو بنت أو أخت.. أب أو أم..فكانت الشهادة قمة العطاء..وذروة اللقاء وعنوانا للمحبة بين الإنسان والأرض..
في مدرسة الشهادة تخرج شباب وأطفال ونساء ورجال..فقد تعلم الشهداء كيف يقدمون أوراق اعتمادهم لدى رب الأرباب حيث يرتفعون إلى أعلى عليين..وفي أكاديمية الشهادة مر العديد من الشهداء عشقا لفلسطين وحبا لترابها الطاهر..فالشهادة هي عنوان حب فلسطين إلى درجة الالتحام والاندماج في ترابها والتحليق في سمائها..ولقد أصبح شهداء فلسطين سفراء للوطن وللشعب على طريق الحرية ونيل الاستقلال..
الأخوة والأخوات… أيها المناضلون
إن عظمة الشهادة تطرح علينا العديد من التساؤلات..
من الذي جعل الشهيد عز الدين القسام حيا في تاريخ الأمة وعقول ونفوس الشعب؟ من الذي جعل محمد الدرة مذكورا وحيا؟ ومن كان يتصور أن يذكر أحد طفلة رضيعة مثل إيمان حجو لولا الشهادة؟ ولولا بركة الشهادة لما سمعنا بالكثير من الناس ؟ لقد تخرجت قوافل الشهداء عبر مسيرة النضال والجهاد والكفاح الفلسطيني..فالشهداء أحمد موسى وعمر القاسم وأبو جهاد وأبو أياد وأبو الهنود وسارة وأكرم ومحمد وأنيس..وغيرهم من الشهداء أصبحوا نجوما وقناديل تضيء سماء فلسطين وسط حلكة ظلام وظلم الاحتلال …وهاهو الشعب الفلسطيني يجد في الشهادة عنوانا لفلسطين ومفتاحا من مفاتيح القدس..فالشهادة هي الحياة بعينها..والشهيد حي يرزق ولذلك قال تعالى :"ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أمواتا بل أحياء ولكن لا تشعرون"" " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون"". لقد خلدتهم الشهادة ولم يميتهم القتل..فكان قتلهم حياة سرمدية..ولذلك تعلم الجميع من الشعب الفلسطيني المرابط المجاهد معنى التضحية والفداء..ومعنى الاستشهاد في سبيل الله..وفي سبيل تحرير الأوطان..ولقد تحول الاستشهاديون الفلسطينيون إلى مثال يحتذى وسلاحا رادعا يفوق الطائرات والدبابات والصواريخ ويخترق جميع الجدران والحواجز والإجراءات الأمنية..فكان الاستشهاديون الفلسطينيون هم القوة الحقيقية التي حطمت أسطورة مختلف المدارس الإسرائيلية الأمنية وجعلت الجميع في الطرف المعادي لا يهنأ ولا يرتاح..فكان شعار الشهداء نموت ويحيا الوطن…فالاسشتهاديون هم الذين حطموا أسطورة الردع للجيش الإسرائيلي الذي قيل عنه يوما انه لا يقهر..ولم يعد أحد في إسرائيل يهنأ بالأمن على حساب غياب الأمن والسلام والاستقلال للشعب الفلسطيني...فالأمن ينبع من فلسطين والسلام يروى بالدماء..والنصر يقترب مع الشهادة ويبتعد مع المساومات التي تغلب عليها المصالح الضيقة على المصلحة الوطنية العليا..
الحضور الكرام
لم تكن الشهادة سوى شرفا لا يناله إلا الذين اختارهم الله عز وجل..حيث يقول عز من قائل: "وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين أمنوا ويتخذ منكم شهداء…" ولقد جعل الله الشهداء في منزلة النبيين والصديقين حيث يقول عز من قائل:"أولئك هم الصديقون والشهداء…" لقد تربى الشهداء في مدرسة الأيمان بالله ..الأيمان بعدالة القضية..فكانت الشهادة عنوانا للمرحلة التي ستتوج بإذن الله بنيل الحرية والاستقلال..وما النصر إلا صبر ساعة..
الرفاق والرفيقات ..المناضلون.. الأخوة والأخوات..الحضور الكرام
نقف اليوم في ساحة العطاء حيث يتعملق الشهداء ويتقزم الكلام..وهنا نتساءل؟ ماذا عملنا لشهدائنا؟ وما الذي يجب ان نقدمه للشهداء؟ وخاصة في خان يونس محافظة الشهداء..
أولا: ضرورة البدء بتخصيص قطعة أرض لتكون مقبرة للشهداء
ثانيا: مطلوب إقامة ميدان الشهداء يقام عليه نصب تذكاري لشهداء محافظة خان يونس عبر العصور بحيث يكون هناك جدران رخامية يكتب عليها أسماء شهداء محافظة خان يونس في مختلف الأزمان..
ثالثا: ندعو القوى الوطنية والإسلامية إلى البدء بتدوين تاريخ الشهداء وإعداد موسوعة شهداء محافظة خان يونس..لتكون سجلا للشهداء.
رابعا: إقامة حفل تذكاري سنوي لتخليد ذكرى شهداء محافظة خان يونس ونقترح ان يكون ذلك في الذكرى السنوية لمجزرة عام 1956 الثالث من نوفمبر من كل عام.
خامسا: تكريم أهالي الشهداء في محافظة خان يونس ووضع الأولوية لمعالجة مشاكلهم.
الأخوة والأخوات..الحضور الكرام
في هذا اليوم نقف لنقدم الشكر والتقدير لرفاقنا جبهة التحرير العربية الذين يهتمون بالشهداء والشهادة..فكانوا من الذين استنوا سنة حميدة بتخصيص كلمة لذوي الشهداء..تحية للعراق الشقيق وهو يقتسم لقمة العيش مع الشعب الفلسطيني..تحية للرئيس القائد صدام حسين رمز النهوض الحضاري العربي ..تحية لشعب العراق الشقيق الذي يتآمر عليه الأخوة الألداء من العرب المستعربة..غلمان أمريكا والحركة الصهيونية.. وأخيرا نقول باسم أسر الشهداء تحية لرفاقنا في جبهة التحرير العربية ونقول لك الله يا عراق..لك الله يا صدام حسين فقد خانك حكام الطوائف من عرب الردة..تحية لشعبنا في كفاحه الطويل وتحية لخان يونس محافظة الشهداء.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلمة د.كمال الأسطل ألقيت بمناسبة توزيع المكرمة على شهداء الكتيبة 25/1/2003 (ديوان أل مسلم)
